الاثنين، 13 يناير 2014

منطقة طوب كابي ( Topkapi ) في اسطنبول تركيا

منطقة طوب كابي (Topkapi)  في اسطنبول تركيا

الباب العالي (طوب كابي أو توبكابي سراي بالتركية) يقع في إسطنبول في تركيا كان مركز الحكم في الدولة العثمانية من عام 1465م إلى 1853م.
استخدم القصر الذي يقع في إستانبول كمركز إدارى للدولة العثمانية على مدار 400 عاماً من تاريخها الممتد 600 عاماً. فهو القصر الذي يعيش فيها السلاطيين العثمانيين. وكان يقيم فيه عبر العصور ما يقرب من 4,000 شخصاً.

تم بناء قصر طوپ قاپـى بأمر من السلطان محمد الفاتح في 1478 م، فكان مركزاً إدارياً للدولة العثمانية ما يقرب من 380 عاماً حتى بناء السلطان عبد المجيد قصر"دولمه باغجة", وأصبح إقامة رسمية للسلاطين العثمانين. ومساحة القصر التي كانت 700,000 متر مربع عند البناء أصبحت 80,000 م.
وقد تم إخلاء قصر طوپ قاپـى سراى مع بداية الحياة في قصر "دولمه باغجة",قصر"يلديز سراى" وغيرها من القصور. إلا أن طوپ قاپـى سراى ظل محتفظ بأهميته على مدار العصور حتى بعدما ترك السلاطين العثمانيين الإقامة فيه. فالزيارة التي كان السلطان وعائلته يقومون بها في شهر رمضان من كل عام للقصر، دفعت مصلحة الأمانات المقدسة للاهتمام به وعمل صيانة سنوية له.
وقد شرع السلطان محمد الفاتح في بنائه عام 1465 م، وتم افتتاح قصر طوپ قاپـى سراى للمرة الأول كمتحف في عصر عبد المجيد، حيث عرضت المقتنيات الموجودة في خزينة القصر على السفير البريطاني. وصار من المعتاد عرض مقتنيات القصر والأشياء الموجودة في الخزينة على الأجانب، وفى عهد السلطان عبد العزيز تم عمل أرفف عرض زجاجية "فاترينات" وتم توظيفها لعرض مقتنيات القصر فيها على الأجانب. وقد فكر السلطان عبد الحميد أن يفتح قصر طوپ قاپـى سراى للزيارات العامة ويغلقها أيام الأحد والثلاثاء إلا أن إسقاطه من على العرش حال دون ذلك.
وقد افتتح القصر للزيارة العامة في 3 أبريل 1924 م، بأمر من الغازى مصطفى كمال أتاتورك وكان يتبع لمديرية متاحف القصر العتيق وقد شرع في تقديم الخدمات باسم كتخدا الخزينة في البداية ثم مديرية الخزينة فيما بعد. أما اليوم فيجري العمل بـ: طوپ قاپـى سراى باسم "مديرية متاحف طوپ قاپـى سراى".
افتتح طوپ قاپـى سراى للزيارة بوصفه متحفاً في 19 أكتوبر عام 1924 م، أما الأقسام التي تم فتحها للزيارة فهي: القبب الستة، غرفة العرض، قصر المجيدية، غرفة حكيم باشا، قصر مصضفى باشا، قصر بغداد.
فالقصر الذي جذب إليه حالياً أفواجاً سياحية عظيمة في عام 1985 م، جاء على رأس الآثار التاريخية التي تضمن نصف تاريخ إستانبول، بالإضافة إلى أن اليونسكو أدرجته في قائمة الآثار العالمية وحالياً مفتوح كمتحف.

بناؤه

بعد دخول السلطان محمد الثاني أو محمد الفاتح إلى القسطنطينية (إسطنبول) عام 1453 م، والتي أصبحت فيما بعد عاصمة امبراطورية ضخمة، أقام هذا السلطان ما بين عامي 1475 – 1478 القصر الجديد في استانبول، ثم أضاف إليه السلطان أحمد الثالث 1709 م جناحا ً أطلق عليه اسم طوب كابي، وبعد احتراق القصر وتجديده أطلق عليه اسم قصر طوب كابي، واستمر ليكون قصرا ً للسلطان وحاشيته وأهله وزوجاته، وكذلك مكانا ً رسميا ً لاستقبال الضيوف والزوار، وقد تم إنشاء هذا القصر عام 1874 م بأبعاد (210× 30 متر)، وتم بناؤه من الحجر البني اللون، وهو عبارة عن مجموعة من المباني التي تربطها أفنية وممرات حركة ومناطق خضراء، وللقصر مدخل رئيسي يتكون من دعامتين عاليتين تشبهان المنارة تدعى (باب المدفع) بارتفاع 15,2 مترًا وبعرض 15,5 مترًا، بين القرن الذهبي وبحر مرمره.

مركز الحكم

كان القصر مركز الحكم بالنسبة للسلاطين العثمانيين وكانت جميع الأقاليم تستعمل اسمه للإشارة إلى السلطان.

يتكون هذا القصر من عدة أجنحة تخدم فعاليات مختلفة، حيث جناح العهد، وجناح والدة السلطان، وديوان السلطان ووزرائه، وكذلك جناح لكل زوجة من زوجات السلطان، إضافة إلى متحف للهدايا التي تهدى إلى السلطان، وساحة للاحتفالات، وأجنحة الحراس والخدم.

المتحف

تم تحويل القصر إلى متحف وهو مثال رائع على العمارة العثمانية وتوجد به مجموعة كبيرة من الخزف والأثواب والأسلحة وصور السلاطين العثمانيين والمخطوطات والمجوهرات والكنوز العثمانية بالإضافة إلى عروش السلاطين.
وتوجد بالقصر غرفة الأمانات المقدسة التي نقلت من مصر عند فتحها وتوجد بها آثار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، سيفهُ وعصاتهُ وضرسه وجزء من شعرهِ وإحدى خطاباته بالإضافة إلى سيوف الصحابة ومفاتيح الكعبة.

نموذج الباب العالي (طوب كابي) (Topkapi)

تم بناء القصر على قلعة بيزنطية في (سراى بورنى) أعلى ربوة إستانبول الأثرية والتي تقع بين بحر مرمرة وبوغاز استانبول والخليج. يحده من الناحية البرية سور "سلطانى " الذي بناه السلطان محمد الفاتح، ومن الناحية البحرية "الأسوار البيزانطية" التي تفصله عن المدينة. وخارج الأبواب التي فتحت على أماكن مختلفة داخل القصر بأبواب برية وأبواب بحرية، مدخل أثرى للقصر وهو الباب الهمايونى (باب السلطنة) الذي يتواجد خلف آيا صوفيا. ونظراً لأن طوپ قاپـى سراى مكان

إدارى وتعليمى وإقامة للسلاطين فهو ينقسم إلى قسمين أساسيين وفقاً للعمل المخصص له. وهم "بيرونى" و"أندرونى"." بيرونى " خاص بأبنية الخدمات التي في ساحة الدار الأولى والثانية، و"أندرونى" خاص بالأبنية المتعلقة بالمؤسسات الداخلية.

الباب الهمايونى (باب السلطنة)

هذا الباب يفصل القصر عن المدينة، ويتم الدخول منه لساحة القصر التي تضم سور السلطنة الذي تم أنشاؤه مع إنشاءات القصر بأمر من الفاتح. وتوجد على هذا الباب كتابة ترجع تاريخها إلى عام 1478 م، وهي تتألف من أربعة أسطر كتبت بالخط الجلى المزين من قبل "على ابن يحي الصوفى. ومن خلال "الطغراء" الخاص ب==السلطان محمد الثاني== و==السلطان عبد العزيز== الموجودين أسفل الكتابة من الناحية الداخلية للباب، يفهم أنه قد تم إصلاح الباب عدة مرات. والباب الهمايونى به غرف صغيرة موزعة بأبواب على جانبى الباب الهمايوني. وفوق الباب كانت توجد شقة صغيرة على شكل قصر أنشأها محمد الفاتح لنفسه، إلا أنه لايمكن الوصول إليه في يومنا هذا؛ نظراُ لتعرضه للحريق في عام 1866 م. أما الطابق الأعلى، فهو على درجة عالية من الأهمية، حيث يستخدم كبيت مال (خزينة الباب) وهذا المكان الخاص بنظام "المخالفات" وهو النظام الذي تحصل به خزينة السلطان على ثروات عبيد السلطان، وثروات الأشخاص الذين يتوفون بلاوريث لهم، حيث تستخدم كمكان لتحصيل الثروات- التي لا تدخل لخزينة السلطان - وتوضع كأمانه فيها لمدة سبع سنوات.

الفناء (ساحة الفناء)

يحتل الفناء- الذي يتم الدخول إليه من الباب الهمايونى- قيمة بأعمال ذات أهمية من الدرجة الثانية لنظام الإدارة الثلاثى القصر، العاصمة، الدولة. وهذا الفناء ذو التخطيط غير المنتظم، يعد مركزاً للتواصل مع الشعب في أيام معينة، وينفذ العلاقات التي تكون مع الدولة، وكانت الساحة الوحيدة التي يمكن أن يدخلها أركان الدولة وهو ممتطين جيادهم. كما كانت ساحة الباب الهمايوني عبارة عن طريق ذو أشجار بارتفاع 300 متر يربط الباب الهمايونى بباب السلام وهو ساحة يمر بها السلاطين في مواكب
عظيمة في مناسبات كتولي العرش، والحملات العسكرية، وأيام الجمعة. ويستخدم هذا الفناء في نفس الوقت لمرور المواكب المهمة من مواكب السفراء ومواكب (المهد)، ومواكب (الوالدة) التي تحمل الوالدة إلى القصر السلاطيني أيضاً. الأبنية الخدمية الموجودة في ساحة الفناء

درب خانة الأميرية

كما توجد في الناحية الشمالية مستودع الحطب ومواقد صناع الحصير لسد حاجة القصر. وهذه الأقسام التي كانت تتشكل من الحمامات وأجنحة ومعدات وحظائر، لم يتم التمكن من الوصول إليها حتى يومنا هذا. وبدلاً من هذه المبانى يوجد اليوم مبنى صيدلية يستخدمة موظفى وزارة الثقافة والسياحة بالجمهورية التركية كمكان للسكنى.

كنيسة آيا ايرينى في الفناء الأول

توجد كنيسة آيا أرنيى في ساحة الفناء الأولى. وتعد كنيسة آيا أرينى- والتي جاءت بعد هذه المبانى اعتباراً من عهد السلطان محمد الفاتح - والتي قد استخدمت بوصفها " جبه خانة"-واحدة من المبانى النادرة التي بقيت إلى وقتنا هذا. وهذه المبانى التي تبدأ من جانب "جبه خانة" الكنيسة والتي تمتد على طول الطريق الذي يعتبر ممر لحدائق (جنلى كوشك) قد تغير وضعها تماماً
حالياً. فجزء من الدرب خانة وصل حالياً إلى017.786 متر مربع
والمبانى التي ظلت في مقابل المتحف الأثرى، تم استخدمها كوقف تارخى استاجرته من وزارة السياحة والثقافة بالجمهرية التركية.
وكان معروفاً انه يوجد مكان لمؤسسة تعرف باسم حراسة الحريم في نهاية مبانى الدرب خانة. فكان الباب الذي يوجد على طريق المؤدي لمبنى الحراسة التي تكون من مهامهه حراسة الحريم من الخارج يعرف باسم باب حراسة الحريم. كما توجد مستشفى اندرونى بداً من مدخل الباب الهمايونى وحتى الناحية اليمينية. ويوجد بها مع الطريق المؤدى لمبانى القصر من ناحية بحر مرمرة باباً يطلق عليه باب دينرمه.
وكلما اقتربت لمدخل الباب تشاهد عين ماء (جلان) التي تعود للقرن السادس عشر، والتي انتقلت إلى الجدار الموجود عند هذه الحافة إلى ساحة الفناء على يد السلطان عبد الحميد الثاني. أما في الناحية الشمالية للطريق فيوجد مبنى على شكل زاوية صغيرة مثمنة الشكل في ساحة الفناء من الناحية القريبة لباب السلام. فالمبنى الذي كان له سقف على هيئة طرطور عرف باسم أمين الورق أو قصر الدعاوى. وهناك ياتى واحد من الوزراء كل يوم يجمع فيه الدعاوى والشكاوى، ثم يتم استدعاء أصحاب الشكاوى ويعرضون موضوعهم على الديوان. وهذا المكان أصبح اليوم حديقة يتم فيها تقديم خدمات من طعام وشراب للزائرين المترددين على القصر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق